الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012

من الروايات الخالدة: Great Expectations للكاتب تشالز ديكينز

من الروايات المعروفة التي يجب على طالب الأدب أن يبدأ بها هي هذه الرواية الخالدة للكاتب بل الإسطورة الإنجليزية, تشالز ديكينز. هي رواية ليست فقط مشهورة لأن كاتبها مشهور بل هي مادة تدرس بحد ذاتها كونها تحتوي على العديد من جوانب الأدب الفكتوري الرفيع. و لهذا فهي كانت من أوائل الكتب التي قرأتها في حياتي. بالرغم من كونها من أول الكتب التي بدأت من خلالها رحلتي مع الأدب الإنجليزي لكنني لم أقرأ الكتاب مرة واحدة فقط! بل قرأت هذه الرواية عدة مرات و في كل مرة أرى الإبداع الحقيقي لديكينز واضحاً وضوح الشمس.

ما يجعل هذه الرواية خالدة هي أنها في بداية الأمر رواية تخلد عصراً إنجليزياً مهماً. و هو العصر الفكتوري الإنجليزي. و يعرف هذا العصر على أنه العصر الذي أهتم الإنجليز به بالكتاب و بالقراءة. فقد كانت هناك جهوداً كبيرة من قبل الملكة نفسها, الملكة فكتوريا, و الحكومة البريطانية في توسيع مدى القراءة العامة لدى الناس. خصوصاً و مع سهولة طبع و نشر الكتب في ذاك الوقت, خصوصاً بعد الثورة الصناعية أنذاك, أصبحت القراءة من أساسيات الحياة (ياليتها كذلك الأن في مجتمعنا العربي). و لهذا فـ في العصر الفكتوري زاد عدد القراء و مع هذه الزيارة العامة, زاد إبداع الكتاب. لأن من صفات الأدب في ذاك الوقت, هي أن الكتابة كانت وظيفة محترمة و يدفع الكاتب حسب الكلمة. لكل كلمة نصف جنيه مثلاً (و لهذا نرى معظم روايات الأدب الفكتوري ضخمة).

و من أفخر و أفضل منتجات العصر الفكتوري كان أدب و روايات الكاتب تشالز ديكينز الذي وجد طريقة مثالية في إضحاك جمهوره و إبكائهم في نفس الوقت و في نفس الرواية. قرائه أحبوه و تابعون بشكل أسبوعي, خصوصاً و أن رواياته كانت تنشر كـ أجزاء أسبوعية في الجرائد. فكانت متابعة الناس لكتب و روايات ديكينز أشبه بمتابعة النجوم الأن. حيث أن نجوم العصر الفكتوري كانوا الكتاب.

Great Expectations
هي رواية يعتبرها الكثيرون أفضل ما كتبه ديكينز كونها رواية جسدت إبداع الكاتب و أيضاً صورت الحقبة الزمنية التي عاشها ديكينز بـ إحكام. و أنا شخصياً أتفق مع هذه الأمور التي طرحها العديد من الكتاب بعده عندما تكلموا عن هذه الرواية و عن ديكينز بشكل عام.

بشكل مختصر, ديكينز طرح في هذه الرواية عدة أمور و مواضيع كانت و ما زالت تهم الشارع الإنجليزي البريطاني. من هذه الأمور كانت عمل الأطفال. فـ من الجوانب السلبية للعصر الفكتوري كان عمل الأطفال لساعات طويلة في اليوم. منهم من كان يعمل لكي يسدد دين أبيه و منهم كان يعمل ليصرف على أهله و غيرها من الأسباب التي دفعت الأطفال للعمل في سن مبكر. و في هذه الرواية ديكينز كتب شخصيته الرئيسية, بيب, بهذه الطريقة و تناول هذه المشكلة من خلال هذه الشخصية التي عملت بشكل مبكر في القصة.

و من الأمور أيضاً هي العلاقة ما بين إنجلترا في ذاك الوقت و الدولة الأمريكية الجديدة. حيث احدى شخصيات القصة الرئيسية يذهب إلى أمريكا أو العالم الجديد و يرجع إلى إنجلترا و معه الكثير من المال. و قد كانت هذه الأمور شائعة  في ذلك الوقت.

هذه الأمور و غيرها من الجوانب العامة التي تناولها ديكينز في روايته هذه جعلت من الرواية مصدراً تاريخياً جميلاً. طبعاً بالإضافة إلى أحداث الرواية الرائعة و التي تشد إنتباهك مع كل فصل. ديكينز يجيد دمج الأمور المختلفة و توظيفها لكي تخدم قصته الكبيرة بشكل مباشر و في بعض الأحيان بشكل غير مباشر.

رواية رائعة جداً .. أنصح الجميع بقراءة هذه الرواية التي قد تكون بدايتك في عالم الأدب الإنجليزي, و يا لها من بداية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق